عامٌ جديد… ورسالةٌ متجددة
مع بزوغ فجر العام الجامعي 2025–2026، تستقبل جامعة الكويت أبناءها وبناتها في رحلة جديدة من طلب العلم، وبناء الفكر، وصناعة المستقبل. إنها ليست مجرد بداية فصل دراسي جديد، بل هي انطلاقة متجددة لهوية راسخة، ومسؤولية جامعة، ورسالة وطنية كبرى تلتقي فيها آمال الطلبة وجهود الأساتذة ورؤية القيادة.
طلابنا الأعزاء:
أنتم اليوم صُنّاع الغد، وركائز النهضة، وأمل الوطن الممتد عبر الأجيال. الجامعة ليست محطة عابرة في حياتكم، بل هي ميدان للجدّ، وفرصة لبناء الذات، وصقل القدرات، وإطلاق العزائم. تذكّروا أن الهوية الجامعية لا تُبنى بالشهادات وحدها، بل تُصاغ بالقيم، وتنمو بالمسؤولية، وتترسخ بالإبداع. فاجعلوا نياتكم خالصة لله، واعلموا أن العلم عبادة وسلوك، كما هو معرفة ومنهج.
أساتذتنا الكرام:
بكم تُبنى العقول، وتُصان القيم، ويُرسم المستقبل. إن عطاءكم لا يُقاس بساعات التدريس، بل بما تزرعونه من فكر راشد، ونموذج راسخ، ورسالةٍ خالدة في نفوس طلابكم. أنتم العمود الفقري لهذا الصرح، وحملة رسالته، وقادة مسيرته. فجزاكم الله خيرًا على ما تبذلون من وقت وجهد وإخلاص.
جامعتنا العريقة:
لقد أثبتت عبر العقود أنها ليست مؤسسة تعليمية فحسب، بل منارة وطنية وقومية، تُسهم في بناء الإنسان الكويتي، وتعزيز مكانة الكويت بين الأمم. واليوم، مع اكتمال مرافق مدينة صباح السالم الجامعية، تتعزز البيئة الأكاديمية لتكون أكثر إشراقًا وتكاملًا، وتمنح أبناء الجامعة فرصًا أوسع للتعلم والإبداع في أجواء عصرية متطورة.
أيها الأحبة…
إن هويتنا الجامعية ليست شعارًا يُرفع، ولا خطاباتٍ تُلقى، بل هي التزام عملي وسلوك يومي يجمع بين أصالة القيم، وحداثة الفكر، وعمق الرسالة. ونحن، في مستهل هذا العام، مطالبون بأن نكتب فصولًا جديدة من قصة جامعة الكويت، بفكرٍ مسؤول، وروحٍ متعاونة، وإرادة لا تعرف الوهن.
فلنفتح دفاتر هذا العام الدراسي بأمل كبير، ونية صافية، وعزمٍ متين، ولنجعل من العلم قوةً للوطن، ومن الهوية حصنًا للأمة، ومن المسؤولية وعدًا لا يخلف. فجامعة الكويت لم تكن يومًا مجرد جدران، بل كانت ولا تزال قلبًا نابضًا بالمعرفة، وروحًا متوهجة بالرسالة.
الهُوية:
هوية الجامعة مسؤولية مشتركة، ورسالتها أمانة متجددة؛ فلنكن جميعًا – طلابًا وأساتذة وإدارة – على قدر هذه المسؤولية، نرفع راية العلم، ونبني صرح الهوية، ونُهدي الوطن مزيدًا من المجد والريادة.