تحت رعاية معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، وفي إطار تعزيز التعاون المشترك بين المؤسسات الأكاديمية ووزارات الدولة، وتأكيداً على الدور المحوري للعلوم الجنائية في تحقيق العدالة، نظمت الإدارة العامة لمركز البحوث والدراسات بالتعاون مع الإدارة العامة للأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، وبالشراكة مع كلية العلوم بجامعة الكويت، ندوة "الأدلة الجنائية والعلوم الجنائية التطبيقية: تكامل بحثي وتطبيقي نحو منظومة عدالة مستدامة"، ومعرضاً مصاحباً، وذلك بكلية العلوم بجامعة الكويت بمدينة صباح السالم الجامعية، وشهدت الندوة حضوراً أكاديمياً وأمنياً رفيع المستوى.
بهذه المناسبة أكد القائم بأعمال عميد كلية العلوم الأستاذ الدكتور حيدر سيد جواد بهبهاني أن هذا اللقاء المشترك يمثل خطوة هامة لترسيخ الشراكة والتعاون البناء بين الجانب الأكاديمي والجانب التنفيذي، مشيراً إلى أن مثل هذه الفعاليات تثري عملية التعاون البحثي والأكاديمي بين جامعة الكويت وكافة قطاعات الدولة المختلفة، وتساهم في تطوير المنظومة الأكاديمية والتنفيذية، منوهاً بأن الإقبال على الندوة والمعرض المصاحب يؤكد أهمية تخصص الأدلة الجنائية وارتباطه الوثيق بأجهزة الدولة، داعياً إلى استمرار هذا التعاون وتنفيذ المزيد من اللقاءات التثقيفية والتوعوية.
وفي السياق ذاته، أوضح رئيس قطاع شؤون التعليم والتدريب بوزارة الداخلية العميد علي جاسم الوهيب أن الهدف الأساسي من الندوة يتمثل في تطوير البحث العلمي وتفعيل استخدام التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، في مكافحة الجرائم وتطوير المنظومة الأمنية، وأشار إلى أن التعاون مع جامعة الكويت يتجاوز الندوات ليشمل مشاركة الأدلة الجنائية في مراجعة وتطوير بعض المواد الدراسية لدرجات البكالوريوس والدكتوراه، لضمان مواءمة الجانب الأكاديمي ومخرجات الجامعة مع الاحتياجات والمتطلبات التنفيذية الميدانية، ولافتاً إلى أن هذه الندوة تأتي استكمالاً للقاءات سابقة حول قضايا حيوية مثل البصمة البيومترية.
تناولت الندوة عدة محاور رئيسة عبر جلسة حوارية افتتحها العميد أسامة ظاهر الشمري، بكلمة ترحيبية، تلتها كلمة الإدارة العامة لمركز البحوث والدراسات ألقاها العقيد د. عبدالله سعد العوضي.
تحدث العقيد د. عبدالله سعد العوضي عن "النشأة إلى الريادة: مسيرة الإدارة العامة للأدلة الجنائية في توظيف العلوم لتحقيق العدالة"، وتطرق إلى محور "مسرح الجريمة بين العلم والممارسة" ومن جانبه المقدم حمد علي الصباح سلط الضوء على مستقبل مكافحة التزييف والتزوير بعنوان "من الخبرة والورق إلى الخوارزميات والذكاء الاصطناعي" ومن جانبها استعرضت د. عالية علي الحربان أهمية المختبرات الجنائية إذ تمثل الركيزة العلمية في كشف الجريمة.
واختتمت الندوة بمناقشة مفتوحة ركزت على "التعاون بين المؤسسات البحثية والمنظومة الأمنية: التحديات والفرص وآليات التكامل المستدام"، مؤكدة على أهمية تضافر الجهود الأكاديمية والتنفيذية لخدمة قضايا الأمن والعدالة في البلاد.
كما تضمنت الندوة معرضاً مصاحباً استعرض أحدث التقنيات والأدوات المستخدمة في علوم الأدلة الجنائية ومسرح الجريمة، مما يعكس الجدية والاهتمام المتبادل بأهمية هذا التخصص الحيوي.